برأيك كصاحب عمل أو كمسؤول عن الموارد البشرية، هل من الأفضل وضع خطة لتدريب الموظفين بشكل دوري وضمان ولائهم لشركتك أم تُفضل تركهم بلا تدريب؟ لحظة! قبل أن تجيب عن هذا السؤال، هل كنت تعلم أن هناك حوالي
٤٠٪ من الموظفين مستعدون لترك وظائفهم خلال السنة الأولى بسبب ضعف عملية التدريب؟ نظراً لخطورة الأمر وإمكانية خسارة الموظفين بشكل أسرع مما يتوقعه أي صاحب عمل، فمن الواضح أنه لا يوجد بديل فيما يتعلق بعملية تدريب وتطوير الموظفين.
يمكن أن تكون خطة تدريب الموظفين القوية بمثابة العمود الفقري لأية مؤسسة وليست مجرد وسيلة للحفاظ على الموظفين وضمان ولائهم. إذا تم وضع خطة تدريبية للموظفين بشكل صحيح، فلن تكون بمثابة تعزيز لمهاراتهم فحسب، بل سيكون الموظفين مجهزين بالاستراتيجيات المطلوبة لإدارة أي موقف غير متوقع، مثل تلك التي واجهها العالم في عام ٢٠٢٠.
إنشاء خطة تدريبية متماسكة ومحكمة هو تحدٍ مربك. تلجأ المنظمات والشركات إلى تدريب الموظفين وتطويرهم للاستعداد للمستقبل، مما يساعد في تعزيز مهارات الفريق، وتجديد روح القوى العاملة. بالإضافة إلى ذلك، يساعد التدريب أيضًا في اعتماد التقنيات الحديثة للمساعدة في دخول أسواق جديدة. ومع ذلك، يمكن لخطة تدريب الشركة التي تم التخطيط لها بشكل سيئ أو تنفيذها بشكل خاطئ أن تخرب هذه الجهود وتعيق الشركة، مما يكلفها خسائر مالية كبيرة كان من الممكن تحصيلها لو تمت عملية التدريب بشكل موفّق.
لذا في هذه الدليل المصغر سنتعرف سويًا على كيفية إنشاء خطة تدريبية للموظفين للحصول على أفضل تجربة ممكنة من التدريب، كما سنتعرف أيضًا على العناصر الأساسية في خطط الشركات التي تمتلك أفضل برامج التدريب لموظفيها.
تحدد خطة تدريب الموظفين الاستراتيجيات والأنشطة والاحتياجات والأهداف والمخرجات والمنهج الدراسي الذي سيتم استخدامه لتدريب الموظفين في المؤسسة. يتضمن إعداد الخطة تفاصيل شاملة حول العناصر اللازمة لإنشاء محتوى التدريب، ومتطلبات التدريب، وتنسيق جدول التدريب، وما إلى ذلك.
تُستخدم خطة التدريب لإنشاء برنامج تدريب للموظفين لتعليمهم المعلومات التطبيقية والوظيفية والعمليات التجارية للحصول على نتائج أفضل. يجب أن تحتوي خطة التدريب أيضًا على نموذج خاص بالجمهور المستهدف ونوع برنامج التدريب والمناهج والجدول الزمني والأدوات المطلوبة لجعل عملية التدريب للجمهور المذكور فعالًا ومنتجًا.
قبل اختيار برنامج التدريب، يجب أن تضع في الاعتبار برامج التدريب المختلفة من حيث الاحتياجات والميزانيات والنتائج المرغوبة المتنوعة. فيما يلي نظرة عامة على أنواع برامج التدريب لمساعدتك في اختيار أنسبها.
قرر ما إذا كنت تريد تصميم برامج تدريب داخلية، أو تعيين شركة محترفة للمساعدة في تدريب موظفيك. هناك مزايا وعيوب لكل من أنواع برامج التدريب الداخلية والخارجية. برامج التدريب الداخلية تتطلب تجهيزات لوجستية مثل: تعيين خبرات، واختيار موضوع التدريب. وتتميز بكونها برامج تدريبية معدة خصيصًا لموظفي المؤسسة. أما برامج التدريب الخارجية فقد تم وضع هذه البرامج عن طريق محترفين في مجال التدريب، بالإضافة إلى أن مثل هذه البرامج تكون قد مرت بالعديد من التعديلات والتحضيرات حتى يتم عرضها في شكلها الحالي.
اختيار الطريقة التي سيتم إعداد برنامج التدريب بها تعد خطوة حيوية. لكل نظام من النظامين إيجابيات أو سلبيات، فمثلًا التدريب الإلكتروني من مميزاته المرونة في الوقت والخصوصية في المنهج، أما التدريب التقليدي يتطلب بعض الالتزامات من طرف المتعلمين، مثل تخصيص وقت معين للدراسة؛ ويعد ذلك أمرًا صعبًا حيث أن الموظف عليه أن يجد الوقت للدراسة والعمل والالتزامات الأسرية الأخرى.
يعمل التدريب على غرار نظام الفصل الدراسي بشكل أفضل في العروض التقديمية بالإضافة إلى كونه يتطلب موارد أقل، ويمكن أن يلبي الاحتياجات التدريبية لعدد كبير من الموظفين. على الجانب الآخر، تعد البرامج المبنية على غرار ورش العمل مميزة أكثر في عمليات العصف ذهني وألعاب المحاكاة ونشاطات تمثيل الأدوار.
يمكنك تدريب عدد كبير من الموظفين في نفس الوقت من خلال استضافة ندوة داخلية. يتميز هذا النوع بكونه يصلح لتدريب عدد كبير من الموظفين حول موضوع معين، بالإضافة إلى إشراك خبراء تعليميين لمشاركة علمهم مع المتدربين. أما المؤتمرات الكبيرة تعمل بشكل أفضل على مواضيع عامة، ولا يمكن قياس نتيجتها على الموظفين.
يعد كل من التدريب الجماعي والتدريب الفردي عنصرين مهمين في عملية التدريب، لكل منهما خصائصه وميزاته. فالبرامج التدريبية الفردية مصممة خصيصًا وفقًا لاحتياجات كل فرد، كما أنها تتسم بالمرونة؛ حيث يمكن لكل موظف أن يدرس في الوقت المناسب له، وبالطريقة التي تناسبه. هذا بالإضافة إلى أنه يمكن للموظف أن يطور مهارة مخصصة بعينها مثل (التركيز على استخدام حركات الجسد عند تقديم العرض). أما التدريبات الجماعية فهي مخصصة لفريق بعينه، مثل فريق المبيعات على سبيل المثال. كما أنها تكون مقيدة بوقت معين يجب على كل المشاركين الالتزام به. ويفضل أن تكون هذه البرامج موجهة لمهارات عامة مثل (مهارة حل المشكلات، أو مهارة العمل داخل فريق).
هناك عدة أنواع أخرى من برامج تدريب الموظفين مثل:
التدريب المهني، حيث يُطلب من الموظفين تحديث معارفهم و/أو الحصول على شهادات معينة تخص مجالهم. على سبيل المثال، قد يحصل المحاسبون على شهادة المحاسبين القانونيين (CPAs) للحصول على علاوة في وظيفتهم أو لتزويد خبراتهم.
تدريب السلامة، والذي يهدف إلى حماية الموظفين من الحوادث. على سبيل المثال، الإسعافات الأولية والتدريبات على الحرائق والتدريب على المواد الخطرة.
تدريب الجودة، للمصادقة على مطابقة العمال للمعايير. على سبيل المثال، القضاء على عيوب المنتج أو الامتثال للقوانين البيئية.
كما ذكرنا سابقًا أن هناك مجموعة متنوعة من البرامج التدريبية مثل التدريب عن طريق الاعتماد على شركات خارجية، أو الاستعانة بفريق داخلي، أو التعليم الإلكتروني والتدريب التقليدي. تساعد هذه البرامج المتنوعة الشركات على تحقيق أهدافها وتعزيز أداء الموظفين. عادة ما تختار الشركة مجموعة من هذه البرامج لتحقيق هدفها النهائي. لذا قبل إنشاء خطة تدريب للموظفين نحتاج إلى سؤال أنفسنا سؤالًا مهمًا جدًا، ألا وهو ما هي الأهداف التي نبتغي تحقيقها بعد الانتهاء من هذا البرنامج التدريبي؟
عند إنشاء برنامج تدريبي، غالبًا ما تتطلع الشركات إلى تغطية جميع الجوانب دفعة واحدة وإنشاء خطة معقدة تتطلب الكثير من الموارد والقوى العاملة والاهتمام. لذا سنحاول هنا أن نقوم بسرد العناصر الأساسية التي يجب أن تحتوي عليها خطة التدريب.
عند البدء في عملية التدريب يجب أن نكون قادرين على تحديد احتياجات الموظفين. يمكن إجراء تقييم للاحتياجات من خلال إجراء بحث أو عقد مقابلات. يكمن جوهر أي برنامج تدريبي فعال في تحديد الأشخاص الذين يحتاجون إلى التدريب بشكل صحيح، وما هي المهارات أو الموضوعات التي سيتم تغطيتها. "الحاجة التدريبية" هي الفجوة بين الأداء الحالي والأداء المطلوب. على سبيل المثال، إذا وجدت أن لديك عملاء غير راضين، فقد تكون هناك حاجة لتدريب على خدمة العملاء لفرق المبيعات والدعم.
بناءً على هذا التحليل، يمكنك بسهولة تحديد أهداف التدريب التي تتوافق مع الأهداف التنظيمية وتطلعات الموظف. ستتغير احتياجات الموظفين مع مرور الوقت وأهدافهم. إذن، ما هو الأسلوب المثالي لتحديد احتياجات تدريب الموظفين؟ يمكنك التعرف عليه من خلال إعداد الاستبيانات والمقابلات والملاحظة وتحليل أداء الموظف.
قبل أن تبدأ العمل على خطة التدريب الخاصة بك ، تحتاج إلى تطوير فهم واضح لاحتياجات شركتك التدريبية. ستندرج هذه الاحتياجات بشكل عام في واحدة من ثلاث فئات:
عادةً ما يلبي تدريب ما قبل التوظيف احتياجات الموظفين الجدد، بينما يتناول تدريب الموظفين المنتظم المهارات التي يجب أن تكتسبها القوى العاملة الحالية لتحسين تدفقات العمل. بناءً على الموقع الحالي لشركتك وأهدافها، قد يتم التعامل مع بعض أو كل ما سبق أثناء التدريب.
من الأفضل عدم اللجوء إلى تخمين احتياجات تدريب الموظفين في الشركة، خاصةً إذا كانت شركتك أكبر من حجم معين. تفاعل مع صانعي القرار في شركتك للتعرف على خطط الشركة، والتحدث مع الموظفين المنتظمين لفهم مهاراتهم الحالية واحتياجاتهم التدريبية. لا تتوقع من أي من المجموعتين توضيح منهج تدريبي كامل من أجلك.
نحن نعلم بالفعل أن التدريب يحتاج إلى الكثير من الاستثمار والقوى العاملة. من الضروري التعرف على الوضع الحالي للتدريب. أنت بحاجة إلى شيء أكبر من مجرد قائمة بالاحتياجات التدريبية لبناء خطة تدريب الموظفين. ستحتاج إلى معرفة الموارد المتاحة لدى الشركة، وما هي الميزانية، ومقدار الدعم التنظيمي الذي يمكن أن تتطلع إليه في تنفيذ خطة تدريب الموظفين وتطويرهم. ستساعدك الأسئلة التالية على فهم وتحديد موارد التدريب:
إذا كنت ترغب في تنظيم برنامج تدريب الموظفين بشكل صحيح، فستحتاج إلى إجابات لهذه الأسئلة. سيساعدك هذا أيضًا على التخطيط لإنشاء المحتوى بشكل أكثر فعالية. وقت الموظف والشركة هو أيضًا مورد محدود. اسأل الموظفين أيضًا عن مقدار الوقت الذي يمكنهم تخصيصه لدراستهم، خذ إجاباتهم في الاعتبار عند تصميم منهجك الدراسي. حاول أيضًا التعرف نوبات الموظف في العمل، واختلافات المنطقة الزمنية، وساعات العمل في أوقات الذروة في جداول التدريب الخاصة بك. هذه مهمة بشكل خاص عند جدولة جلسات التدريب الشخصية التي تتطلب حضورًا في الوقت الفعلي.
يجب أن تتطور برامج تدريب الموظفين دائمًا حسب احتياجات الموظفين وتتغير بمرور الوقت. حتى لو كان لديك برنامج تدريبي رائع، فستكون هناك مجالات يمكن تحسينها. لا يوجد برنامج تدريبي مثالي منذ البداية، لذلك لا يجب التعامل مع خطة التدريب كما لو كانت شيئًا مقدسًا. يجب التحلي بالشجاعة والمرونة لتغيير النقاط والعناصر عند الضرورة. لتحديد المشكلات في برنامج تطوير الموظفين في وقت مبكر، يجب أن تتم متابعة تقدمه باستمرار وجمع التعليقات من المتعلمين وأصحاب المصلحة. التحليل الدوري لكيفية تفاعل الموظفين مع محتوى التدريب والتطبيق سيعطيك فكرة عن مدى فعالية خطة التدريب بأكملها.
في أي صناعة، يعتبر معدل المشاركة عاملاً مهمًا للقياس لأنه يشير إلى أن الموظفين سعداء بالتدريب. لا شك أنه مقياس جيد للقياس ولكنه لا يمنحك سوى صورة غامضة. إذا كانت المنظمة تقيس معدل المشاركة فقط، فالعنصر الوحيد الذي سيتم قياسه هو المدة التي يقضيها الموظفون في محتوى التدريب والتطبيق الذي يستخدمونه. ولكن لا يسمح لك بقياس فعالية النتيجة. لذا، يجب أن تكون هناك أداة يمكن أن تساعد في قياس وتقييم وتحسين برنامج التدريب. لذلك تعد أدوات التدريب الإلكترونية عاملًا مهم لقياس جميع الجوانب المختلفة لبرنامج التدريب.
باستخدام منصة تعليم إلكترونية مثل منصة إدراك للأعمال، يمكنك إنشاء برنامج تدريبي مصمم خصيصًا لكل موظف أو فريق على حدة، بل يمكنك أيضًا قياس معدل المشاركة والفعالية ونتائج الأعمال الناتجة عن التدريب. سيساعدك هذا على قياس وتحسين ليس فقط برنامج التدريب ولكن أيضًا خطة تدريب الموظفين الشاملة.
الخطوة الأخيرة، هي كتابة خطة التدريب. تعد هذه الخطوة من أهم الخطوات في برنامج تدريب الموظفين. وذلك لأنه سيتم عرض وكتابة جميع الخطوات في نموذج تفصيلي موضح. يجب أن تحتوي خطة التدريب على التالي:
توفر منصة إدراك للأعمال جميع هذه الخدمات وأكثر لمختلف الشركات. توفر منصة إدراك للأعمال خدمات التدريب الإلكتروني للموظفين والشركات في بيئة العمل. هذه الخدمات مبنية على أحدث الأبحاث والخبرات التي طورتها منصة إدراك على مدار السنوات الخمس السابقة. لعرض خدمات والاشتراك في إدراك للأعمال، نرجو منك زيارة الرابط التالي: